لم اشعر يوما أني استعير هذا الجسد ، إلا وهو تحت وطأة شبح رجل ، اشعر انه ليس ملكي ، واني أستعيره من امرأة أخرى لكي يهبني البقاء على الحياة .
فلولا جسدي لكدت مت جوعاً ، رغم أني أموت جوعا الآن .
أسبح بفضاءات غريبه.. تصلني همهمات هذا الرجل ... وانتظر صرخته الأخيرة ، يقذفني بلزوجة عمري المضطرب .
حينها يشيح بنفسه بعيداً عني ، متحولا من حال لحال .
يلقي على صدري بضع دولارات ويرتدي سرواله ويمضي .
أقوم أنا الملم شعث جسدي وما تبقى من روحي ، أقف وحيدة بحمام بارد وقطرات من مطر تجلدني بسياط من وجع .
افرك جسدي محاولة محو كل آثار هذه الهزيمة ، رائحته تلتصق بي وتعبق بكل زاوية من روحي ، رائحته غريبة تختلف عن كل من مر علي من رجال .
لا اعلم متى بدأت وكيف بدأت .. كل ما أعيه الآن أنني امرأة بعقدها الثاني تبيع المتعة لعابري سبيل ، أهبهم النشوة ويهبونني الموت .
أقف ليلاً على هذا الرصيف ، انتظر احدهم ليقف بجانبي ، ليعقد معي صفقة ،يشتري بها جسدي وأبيعه أنا روحي .
لا تعارف بيننا فقط اتفاق ، كم اطلب ، كم سيدفع ، هل لديك مكان أم ننهي الأمر هنا بالسيارة
اركب سيارته تجول بأماكن غريبة عني رغم أني أحفظها شارع شارع ، روحي تحلق ، مباني مضاءة بكواكب ونجوم .
تغادرني روحي ، أصبح جسدا، يطوعني كيف شاء ، أعود لتلك الدقائق الرهيبة
انسحق تحت وطأة شبح رجل .
اختنق .. اصرخ ..أموت
ثم أعود واقفة هناك ... على ذاك الرصيف المعتم في شارع عمومي ...
أبيع المتعة لعابري سبيل ....
منتصف ليل الثلاثاء
28/9/2010
Photographer By :Iringo Demetr
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق