السبت، 5 سبتمبر 2009

I.C.U

توفي بالأمس طفلها الصغير ...الذي لم يتجاوز السبعة اشهر .

طفلها الذي جاء بعد انتظار ثلاثة عشر سنة .

حمى أصابته أدت إلى التهاب السحايا الذي لم يمهله أكثر من شهرين ، حملوا كل أحزانهم ،خوفهم ،قلقهم ، وآمالهم من السودان إلى هنا .

في محاولة لإنقاذ هذا الحلم الصغير ..

أمه كانت دائمة البكاء ،والده غارق ببحار من أفكار ،،،

رأيت ذاك الصغير ..أمي

وأنا خارج من غرفتك ،كان صغيراً لا يشغل إلا جزءا يسيرا من السرير الكبير الذي وضع عليه ،رأسه مغطى بضمادة بيضاء كـ سحابة صغيرة تظلله أينما ذهب ،

كان ملاك صغير ...كان طيرا يتفلت للهروب إلى جنته الصغيرة

رأيت والده أمي ,,,كان بجانبه يتلوا آيات وأدعية مغلفة بدموع حارة ،

أمس توفي الصغير .

رحل كــ نبي صغير عاد إلى وطنه ، ترك أمه وأبيه .

لملموا بقايا أحزانهم ودفنوه في مقبرة قريبة من المستشفى ،وضمدوا أرواحهم استعدادا للعودة إلى الوطن .

لكن هذه المرة ...دون الصغير

nothing 

ليست هناك تعليقات: