الجمعة، 12 يونيو 2009

الملهاة ..يوميات موظف حكومي 1 عطفاً على عيد العمال

هي حلقات من أيام عمرنا ، أخطها لكم لكي تعرفوا ما يحدث حولكم ، أحداث قد يكون البعض قد عاشها والبعض الآخر قد سمع عنها . هي حلقات تحوي الكثير من الفرح والكثير من الدموع والأكثر من التنهدات والآهات . هم مجموعه من الأشخاص الذين يعيشوا حياتهم يوماً بيوم يستمروا بالعمل والكدح ولا أهداف في حياتهم سوى أن يعيشوا بسلام ولا تنغص الدنيا بعض أحلامهم التي قد تكون سخيفة لكثيرين إلا أنها حلم صعب المنال.
سوف تتعرفوا عليهم وتحبوا بعضهم وتكرهوا البعض الآخر ،قد تتعاطفوا مع البعض وتشمتوا بالبعض الآخر.
قد لاتصف بأي نوع من الأشكال السائدة اليوم فلا تستطيع القول عنها أنها دراما أو ميلودراما أو كوميديا أو كوميديا سوداء أو تراجيديا أو فنتازيا هي تحوي كل هذه الألوان ويمكن أن تختصر كلها بشكل واحد هو الواقع واقع الناس حياتهم آمالهم أحلامهم 
وسنبدأ من هنا …..

أبو محمد

مراسل مر مضى عليه في المهنة 15 عاماً ،يملك روحاً فهلوية فهو يفهم بكل شيء تقريباً وعنده الحل
لكل مشاكل القسم ،يعرف الكثير من التجار والنصابين وما بينهما ، له من الأولاد خمسة يقول دائماً أنهم رأس ماله في هذه الدنيا ،يعيش في شبه غرفة ؛غرفة لا يدخلها نور بل تحتاج لاضأة على مدار الساعة وطبعاً هي مستأجرة ومالكها يسعى لإخراجه منها بكافة سبل الترغيب والترهيب ، لكن ابومحمد مازال صامداً
منذ أن  ارتفعت أسعار السجائر أصبح يشتري التبغ ويقوم بلفه هذا التبغ ذو رائحة طاردة لكل كائن له انف فعندما يشعل سيجارة لا يبقى احد بجانبه بل يتم إخلاء المكان للتخفيف من المصابين
كان إذا أراد إظهار قوته يقول _أنا اتربيت بالشارع وياما نمت ع الرصيف _ ون الحبس هو من يعرفه
لكنه الآن في الطريق نحو الخمسين من العمر ؛بدأ يميل إلى الهدوء العام في حياته رغم حركاته التي مازال يحتفظ بها من فترة الشباب
صحيح حالياً تم نقل ابو محمد من القسم لانه اخذ اجازة مرضية دون اعلام هرقل "رئيس القسم"ولكنه ماضٍ بكل السبل للعودة الى قسمنا
.

جمال

ايضاً من المراسلين القدامى ،فلسطيني لكن امه مصرية ؛هذا التجانس احدث عنده شخصية كوميدية ؛فهو يتحدث المصرية بطلاقة واذا استفزه احد اخرج محفظته قائلاً : "لا ده انا مواطن ومعايا بطاقة يا باشا "
كما كان يحدتنا امضى حياته على البواخر في اعالي البحار وعبر عالم البحار عندما عمل حمالاً وهو في الرابعة عشر من عمره ولف العالم على ظهر البواخر العائمة
اما الان فهو يعيش عائماً بين بحار القهوة والشاي وحاضر يا باشا…

فلاح

مأمور مقسم سابق ،تم تكليفه للعمل في قسمنا بعد عناء وجهد طويلين ،حلم حياته ان يصبح موظفاً كامل المواصفات ،فهو في العمل كأنه يعمل في شركة الوالد ؛يخاف على كل شيء ويتابع كل ملف .
يملك كرشاً يتهم الوظيفة والارجيله بوجوده ،ذالك انه خدم في القوات الخاصة وخدم كضفدع بشري اما الان فهو ضفدع حقيقي ،مطلق مرتين وهو الآن مضارب بسوق الأسهم المالية رغم انه دائم الشكوى وانه لايملك شيء ،يحب الاكل كحبه للحياة او اكثر تفكيره الدائم بماذا سيفطر اليوم واذا افطر قال "شو بدنا نتغدى اليوم"
يعيش حالة دائمة من الاكتئاب الداخلي المغلف بالرضا الظاهري ؛من الأخر هو حالة فضائية ميئوس منها 

ليست هناك تعليقات: