الأربعاء، 29 سبتمبر 2010

كأنها نائمة …

ان تعيش داخل حلم
ان ترسم الدنيا بريشة روحك
ان تصبح احداثك حقيقة
ان ترى الناس على حقيقتهم
تراهم دون اسبال تغطيهم
تعريهم وتسمع السنتهم خالية من اية اكاذيب
لا اكاذيب بالأحلام
حقائق مطلقة فقط

ميليا اللبنانية التي سحرت منصور الفلسطيني الذي يخطفها الى الناصرة ليعيش معها داخل بيت من شعر .
عاشت ميليا هناك داخل مناماتها التي ارتها نور الحق المتسرب من اعماق روحها،رأت جدتها وأمها وأبيها، رأت القديسة ميلانة
ثم رأت زوجها منصور وحملها .

خرقت بصمتها شوارع الناصرة ، وبحثت عن بيت يسوع الناصري ،ثم خنقتها رائحة الموت في برتقال يافا ، ورأت المدينة تغرق ببحرها.
وتنفست اساطير الخلود ، مشت مع القديسين وتلمست خطى المسيح بوطنه ،رأته يحمل صليبه فوق كتفيه ، ويدور طرقات المدينة المقدسة ،ومريماه تطلعانه بإستسلام لأنه اختار اخيرا موته .
ميليا التي رأت النور ، خانها النور اخيرا عندما حاولت فتح عينيها اخيرا ، لكنها لم تستطع لأنها ماتت.

كانت مناماتها هي الحقيقة

فـــ "لم تمت الصبية لكنها نائمة"   لوقا 52:8

الرواية : كأنها نائمة
المؤلف : الياس خوري
الناشر  : دار الاداب 2009

من الرواية

- الشفقة كمان ،هي احد أبواب الحب ،الحب هو السر وعنده مليون باب ،وإذا حدا قلّك انه بيعرف شو هو الحب ،قل له كذاب ،ما حدا بيقدر يستوعب الأعجوبة يلّي بتصير بين الرجّال والمرا،ويمكن كمان بين الرجّال والرجّال والمرا والمرا .

- عندما يستطيع شخص أن يستمع إلى منامات شخص آخر فهذا يعني انه يسيطر عليه .

- شعرت كيف تصير الكلمات كائنات حية ترتجف بالرغبة ويشتعل فيها الوجد.

- الغرام مزيج من العشق والوجد، وروت له عن الشاعر جميل بن معمر الذي غيّر اسمه ليصير اسم حبيبته لقبه فصار يدعى جميل بثينه ،لأنه كان يعتقد أن عشقه لن يموت بموته ، وان صداه سيتبع شبح محبوبته بعد موتها .

- إن كل المنامات الأخرى هي رحلات يقوم بها الإنسان إلى عوالم بعيدة ، لان روح الإنسان لا تطيق المكوث في الجسد ،فتتركه نائماً وتمضي ، وحين تعود خفيفة بالأشياء التي رأتها ، ينهال عليها الجسد ضرباً .

- كانت تحب رائحة البرتقال التي تشبه المخمل ،لكنها هناك في يافا شمت رائحة الدم ، وقالت أن يافا سوف تغرق بالبحر .

- الألم الأكبر الذي عاشه المسيح في لحظاته الأخيرة ، كان الم الأصوات حين دقوا المسامير في يديه وقدميه ، صارت الأصوات تكبر ، وصار جسده كله مثل أذنين كبيرتين تنقلان الأصوات ، كل شيء كان يقرع ، هل تستطيعين تخيل صوت النبضات حين تفلت من بين الأضلع .

- الصلب هو صوت هذا القرع العنيف ، الذي يحول الجسد كله إلى صدى .

- اصرخي أمام الوادي واسمعي ، تخيلي جسمك هو الوادي ومئات المسامير عم تصّرخ فيه .

الياس خوري

كأنها نائمة 

الصورة لـــ : مؤيد الشمالي

هناك تعليق واحد:

" حبة عين السلط" يقول...

لم تمت..لكنها نائمة..تحلم فلا اكاذيب في الاحلام..سافعل مثلما..واترك لروحي ان تنطلق..وتحلم بك..وترى نور الحق في عينيك المتسربلة بالحزن..تغرق فيهما..حد الاندغام..حيث لا مجال للعودة
تتنفس اساطير الخلود بل حقيقته..من عبق روحك..التي تحمل هموم الدنيا فوق كاهلها..تأخذ بيدك نحو طرقات الفرح..حيث تنطلق الروح بدون قيود..
كلمات خالجت روحي وانا اقرأ هذه القراءة لتلك القصة..فتركت لها العنان تهذي لترسم لوحة فسفسائية..بعطر روحي التي تحلق في هذا المكان دوما