(الى اليهودي الحالي سالم النقاش ،
أفرحك الله بالعز ورفع قدرك وسخر لك حاجتك وبلغك ماتتمناه واسعدك بما ترضاه .
اما بعد : ففوق كل ذي علم عليم ؛ وقد حسبنت الايام والسنين التي جمعتنا وانقضت ، وفكرت في حوادث الدهر ومواعظ التاريخ وتجارب الناس ؛ وتبين لي ان اليهودي الحالي سيبلغ بعد شهور الثامنه عشرة ، وهي سن تكتمل فيه الخصال وتنبئ ببلوغ الرجال ، وفيها يتقد الذهن ويقهر كل محال ؛ وعليه فإنني سأخبرك بما وصل اليه تفكيري ، ورأيت فيه مشيئتي ومصيري .
اعلم عافاك الله أنني وهبت لك نفسي ، حرة عاقله ، لتصبح زوجي إذا تجاوبت معي وابلغني بقولك : قبلت .
قراري هذا وصلت اليه بعد ان درست أقوال الشريعه ورأيت فيها بحر اختلاف يجمع علماء الاسلام بدون اتفاق .
وكان دليلي لقراري الامام الجليل أبو حنيفة الذي ابهجني بإجازته للمرأة البالغة الراشدة تزويج نفسها بدون ولي امر ، وزادني سروراً المجتهد اللبيب ابو المعارف بهاء الدين الحسن ابن عبدالله بفتواه المدونه في التصايح المرسله التي يجيز فيها للمسلمة الزواج من يهودي او نصراني .
ولقد اكتملت لدي الفتوى ، فاتخذت العبرة ، وعزمت بعدها على الحيلة بما يرضي الله ويماثل صفاته ، الله الخالق لنا كلنا : المسلمين واليهود والنصارى والمجوس والهندوس والكفار .
أهب نفسي التي خلقها الله الى احد خلق الله ، اليك أيها اليهودي الحالي . أهبك متعتي وبدني وأخطب قربك ، متعتك وبدنك . فإذا قبلت قربي وراقك بدني ، فلا تتأخر عن نداء رغبتي ، وتدبر امر سفرنا من بلدة يضيق أهلها بلثائنا ، ويحرمون زواجنا . وليكن مسيرنا الى ابعد مكان يحط فيه الرحال.
أنتظر منك جواب خلال ايام عبر ماشئت من وصل او اتصال . وفي الختام دمت في محبة وسلام ) .
مضت كل هذه المدة وهي تنتظر الجواب خلال ايام . ماذا اعمل ؟ أي جناح طائر سيوصلني اليها كلمحة عين ، لاقول لها :
قبلت ، ثم قبلت ، ثم قبلت
علي المقري
اليهودي الحالي
دار الساقي - الطبعة الاولي 2009
خارج السرب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حياتي …
منذ ان وطئت روحي وطنك الصغير ، وتاه قلبي ببحر عينيك الجميل ومنذ وهبتني فرحة عمري الوحيدة
…
قبلت وقبلت وقبلت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق