الجمعة، 21 نوفمبر 2008

حفلة موت ...



إن قلب الإنسان حفرة مليئة بالدم ،وأولئك الأحباب الذين ماتوا يلقون بأنفسهم على حافة الحفرة وينهلون من الدم ، وهكذا يعودون إلى الحياة وكلما كان حبكم لهم عظيماً ..
زادت الكمية التي ينتهلونها من دمــــــــــــــــــــــك...

زوربا اليوناني
نيكوس كازنتزاكيس
الفصل العاشر
.
.
.
يفزعني التجمع لحفلة موت...
كم هو قاس أن يأتيك خبر صغير ...هناك من تحب اختاره الموت اليوم .
كم هو عظيم ذاك الألم ، والخبر ينساب بحروف حزن إلى أذنك ؛حينها يختفي الإحساس ،تقف الدنيا عن الدوران ويصمت الكون فجأة ولا تعي نفسك إلا والحزن يتكرر أمام عينيك كدوامة بحر هائج .
لا تعلم أين أنت وما يجري حولك .
كل أحزان الدنيا تفترسك وتصغر الدنيا حتى تصبح بحجم دمعه تذرف من القلوب إلى المآقي .

اليوم صباحا وعيت على هاجس موت يحتل قلبي ،ويغزوا بجيوش حزن إلى عقلي .
خفت وحاولت طرده ، لم استطع فأستجدت بذاك الغائب ليسعف قلبي لم أجد ردا .
لم أمي من يتملكني بهواجس الموت ،أخاف عليها وأخاف نفسي بعدها .

اليوم ومنذ الصباح تلقت ميزوجة أخي ، خبر مرض والدها ،كانت تغادر البيت وأنا أرى الحزن يملأ عيونها ؛لا احد يضيع عن إحساس الموت ،هو إحساس بالشحوب والبرد ومطر العيون والقلوب ...
أفزعني الخبر وزلزل كياني؛ وأعاد الموت رفيقاً ليومي .

اكتب هذه الكلمات والحروف تتوه من أمامي .

أنا لا احتمل الفراق ...
لا احتمل حزن الموت ...
لا اقدر على النسيان ....

يا ملك الموت لأكن أول من يختار ...
فأنا لا أحتمل فراقهم .....

ايتها البعيدة القريبة ....

احتاجك

احتاجك اليوم، احتاج عطفك وحنانك ،احتاج دعمك وقلبك يزيل برد الخوف عن قلبي ...
أحتاج أن ابكي أمامك كل أحزاني الماضية والتي لم تأتي بعد ..
احتاج حضنك يلم شتات روحي ..
لاشيء ينفي كل هذا الموت سوى كل الحياة التي تمدني بها روحك....


ليست هناك تعليقات: